المتابعون

الخميس، 16 يونيو 2011

إسرائيل تناقش خططا لبناء آلاف الوحدات السكنية في القدس الشرقية

فلسطينيون يصطدمون بقوات الأمن الإسرائيلي خلال احتجاجهم على تمديد مستوطنة قرب دير قادس في الضفة الغربية أول من أمس (رويترز)
رام الله: كفاح زبون
حركت إسرائيل خططا لبناء آلاف الوحدات السكنية في القدس، بعدما كانت جمدت جزءا منها في وقت سابق، ووعدت الإدارة الأميركية بعدم تنفيذ جزء آخر قبل مرور أعوام.
وأكدت حركة «السلام الآن» وجمعية «عير عميم» الإسرائيليتان، أن لجنة تسريع البناء الاستيطاني في القدس، التي اتُخذ قرار تشكيلها في جلسة اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الإسرائيلي مطلع الشهر الماضي، شرعت في بحث مشاريع لبناء نحو 12 ألف وحدة سكنية في القدس المحتلة وجوارها بينها 7900 في القدس الشرقية المحتلة.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن اللجنة الفرعية لمشاريع تسريع البناء في القدس، اجتمعت وبحثت نحو 13 مشروعا مختلفا، تتضمن بناء 11862 وحدة استيطانية في القدس وجوارها. ومن بين هذه الخطط مشاريع بناء في القدس الشرقية، خصوصا في «بسغات زئيف»، وفي جبل أبو غنيم وفي جيلو. لكن أبرز هذه المخططات، هو المشروع الذي أثار، العام الماضي، أزمة دبلوماسية كبيرة مع الإدارة الأميركية لدى الإعلان عنه، أثناء زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل. وهو المشروع الذي يتضمن 1600 وحدة استيطانية جديدة تضاف إلى مستوطنة «ريختس شعفاط» على أراضي حي شعفاط. وقد أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو في حينه، بايدن، بأن المشروع لن يبدأ تنفيذه قبل مرور أعوام طويلة.
وقال الأمين العام لحركة «السلام الآن» ياريف أوفنهايمر، إن «نتنياهو يبذل كل ما في وسعه من أجل الصدام مع الولايات المتحدة وعزل إسرائيل قبيل سبتمبر (أيلول). فباسم المستوطنات يمكن الكذب على نائب الرئيس الأميركي لتسهيل تحقيق المشاريع التي تحول دون أي تسوية مستقبلية في القدس».
أما جمعية «عير عميم» الحقوقية الإسرائيلية، فأكدت، من جانبها، أن اللجنة الفرعية لتسريع البناء الاستيطاني ناقشت مخططات بناء استيطانية توسعية لعدد من المستوطنات في الشطر الشرقي من مدينة القدس المحتلة، بواقع يصل إجماله الكلي لنحو 7900 وحدة جديدة.
وقالت الجمعية، في بيان لها، بأن هذه المخططات ستسمح بإضافة ما يقارب 4400 وحدة استيطانية إلى عدد الوحدات الاستيطانية القائمة اليوم في شرق القدس.
وبحسب الجمعية الحقوقية، من المقرر المضي قدما في مشاريع متعددة، من بينها مشروع بناء 940 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة «هار حوماه» بجبل أبو غنيم، بالإضافة إلى 942 وحدة في مستوطنة «جيلو»، وكلاهما يقع جنوب القدس، بالإضافة إلى المخطط الرامي إلى بناء 1500 وحدة استيطانية جديدة على أراضي مستوطنة «رامات راحيل» و290 دونما من الأراضي «الحرام» بالقرب من المستوطنة على حدود محافظة بيت لحم.
كما ناقشت اللجنة الفرعية، مخططات توسعية لبناء 625 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة «بيسغات زئيف» التي تقع على أراضي الفلسطينيين، في حيي بيت حنينا وشعفاط وسط القدس المحتلة، وبناء 180 وحدة استيطانية على أراضي بلدة أم ليسون وصور باهر جنوب شرقي القدس المحتلة، يحمل الرقم 7977، بالإضافة إلى المخطط الأبرز الذي تمت مناقشته من قبل اللجنة الفرعية هو المخطط التوسعي لإضافة 1600 وحدة استيطانية جديدة على مستوطنة «ريختس شعفاط».
ووفقا لمحاضر اجتماع اللجنة الفرعية فإن المخطط الاستيطاني في مستوطنة «ريختس شعفاط» يمر حاليا بالمراحل الأخيرة قبيل طرح المصادقة النهائية عليه.
ويأتي تحريك هذه المشاريع بعد أيام من تحذير منظمة التحرير الفلسطينية من تصعيد استيطاني هستيري في الأراضي الفلسطينية. ومن شأن بدء تنفيذ هذه المشاريع تقويض كل الجهود الأميركية المنصبة حاليا لإعادة إحياء عملية السلام.
ويشترط الفلسطينيون وقف الاستيطان والاعتراف بإقامة الدولة على حدود 67 كمرجعية لعملية السلام قبل استئناف المفاوضات.
وقال حاتم عبد القادر، وزير القدس الأسبق لـ«الشرق الأوسط»، «المشاريع التي تناقش الآن كانت off وأصبحت on». وأضاف «هذا هو المخطط الإسرائيلي.. خلق تواصل استيطاني داخل القدس، في محاولة لحسم وضع المدينة سلفا، وإزاحتها عن طاولة المفاوضات».
وردت وزارة الداخلية الإسرائيلية المسؤولة عن هذه الاجتماعات بالقول، إن «الأمر يتعلق باجتماع تحريك لتسريع البناء في لواء القدس، من أبو غوش وبيت شيمش إلى القدس، وذلك وفق وعد رئيس الحكومة بتكثيف البناء السكني في أرجاء البلاد (..) والحديث يدور عن مشاريع توجد في مراحل إجرائية مختلفة، قسم منها تمت المصادقة عليه، وفي كل الأحوال فإن المشاريع في بسغات زئيف وما شابه تمت المصادقة عليها في اللجنة اللوائية، وهي ليست مشاريع جديدة».