اشتباكات بجنوب كردفان قبيل محادثات "أديس أبابا"


إسلام أون لاين- وكالات
قبيل يوم واحد من المحادثات المتوقع أن تشهدها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم الأحد 12-6-2011 بين الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير لمراجعة الموضوعات المعلقة "خصوصا الموقف في أبيي"، خاض جيش شمال السودان معارك أمس السبت في ولاية جنوب كردفان المضطربة مع جماعات مسلحة متحالفة مع الجنوب لليوم السابع على التوالي.
ويتوقع أن تلقي الأوضاع في أبيي وجنوب كردفان بظلالها على المحادثات، التي تأتي في إطار الاستعداد لانفصال جنوب السودان المقرر أن يتم رسميا في التاسع من يوليو المقبل، وسط مخاوف من عودة الشمال والجنوب إلى الحرب المفتوحة على خلفية القتال الذي شهدته المنطقة حول الحدود التي لم يتم ترسيمها بعد على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية.
وتصاعدت حدة التوتر بعد أن أرسلت الخرطوم دباباتها وقواتها العسكرية إلى اقليم أبيي المتنازع عليه في 21 مايو الماضي بعد اتهامها للجيش الجنوبي بالهجوم على جيش الشمال، كما اندلع القتال في ولاية جنوب كردفان الغنية بالنفط بعد نحو أسبوعين وقد تزايدت حدته مع استخدام المدفعية والطيران فيه.

محادثات أديس أبابا
وقالت وسائل الإعلام الحكومية السودانية أن رئيسي شمال السودان وجنوبه سيجتمعان في إثيوبيا اليوم الأحد لمناقشة مسألة إقليم أبيي المتنازع عليه وموضوعات أخرى في إطار الاستعداد لانفصال جنوب السودان.
وقالت وكالة السودان للأنباء إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير سيلتقيان في أديس أبابا لمراجعة الموضوعات المعلقة "خصوصا الموقف في أبيي".
وبينت الوكالة أن الاجتماع سيحضره رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي ورئيس جنوب أفريقيا الأسبق ثابو مبيكي.
وصوت الجنوبيون في الاستفتاء الذي أجري في يناير الماضي لصالح الانفصال عن السودان وهو الاستفتاء الذي أجري بموجب اتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005 والتي أنهت حربا أهلية بين الشمال والجنوب استمرت عقودا.

وكان من المقرر أن يجري استفتاء في منطقة أبيي متزامنا مع استفتاء جنوب السودان مطلع العام الجاري يقرر بموجبه سكان المنطقة هل يريدون أن يتبعوا جنوب السودان أم شماله، ولكنه تأجل لخلاف بين الشمال والجنوب حول من يحق له التصويت فيه.
ولم يستكمل الشمال والجنوب الاتفاق بعد على عدد من الموضوعات الحساسة ومن بينها تقاسم عائدات النفط وتقاسم ديون السودان وترسيم الحدود.

جنوب كردفان
تأتي المحادثات فيما تتواصل الاشتباكات في جنوب كردفان لليوم السابع على التوالي، وقالت بعثة الأمم المتحدة في السودان أن آلاف السكان فروا من مدينة كادقلي عاصمة الولاية سيرا على الأقدام وفي حافلات وشاحنات هربا من القتال.
وقال جمر دلمان المستشار الاعلامي لرئيس حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمن على الجنوب إن الشمال شن عشرات الهجمات الجوية في أنحاء الولاية على مدار ثلاثة أيام. بحسب رويترز.
وذكر أن المقاتلين أسقطوا طائرتين إحداهما من طراز ميج-23 والثانية من طراز انتونوف يوم الجمعة الماضي لكن لم يتسن التحقق من صحة هذه التقارير من مصادر مستقلة. كما لم يتسن الحصول على تعليق فوري من جيش الشمال.
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية في بيانين منفصلين إنه قد وصلتهما تقارير عن تفتيش القوات الشمالية للشوارع والمنازل بحثا عن مؤيدي الحركة الشعبية لتحرير السودان وأنها تقتل من تعثر عليه.
وجنوب كردفان ولاية شمالية منتجة للنفط لكن ينظر إليها منذ أمد طويل على أنها مبعث توتر لأنها تضم آلاف المقاتلين الذين حاربوا الخرطوم مع الجنوب في الحرب الأهلية.
وولاية جنوب كردفان مهمة للشمال لأنها أكثر المناطق النفطية التي ستبقى ضمن أراضيه إنتاجاً؛  حيث سيؤول للجنوب بعد الانفصال نحو 75 في المئة من إنتاج السودان الذي يبلغ نصف مليون برميل يوميا. كما أنها متاخمة لمنطقة أبيي التي يتنازعها الجانبان؛ وإقليم دارفور الذي يشهد تمردا منفصلا في الغرب.


وكان القتال قد اندلع بين القوات الحكومية وجماعات مسلحة في مدينة كادوقلي عاصمة الولاية وأماكن أخرى بعد تعرض مركز للشرطة للهجوم يوم السبت قبل الماضي؛ مما زاد من التوتر مع اقتراب موعد انفصال الجنوب عن الشمال رسمياً، وإعلان الدولة الجديدة.
وتوقع محللون أن يندلع القتال في جنوب كردفان قبل الانفصال؛ خصوصا بعد أن أُعلن فوز مسؤول من حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال في انتخابات الولاية الشهر الماضي. وقال الجنوبيون إن الانتخابات زورت وهو ما نفته الخرطوم.
ويقول مسؤولو الحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة في الجنوب إن الاشتباكات اندلعت حين حاول الشمال نزع سلاح الجماعات المسلحة بالمنطقة.
ولا يزال يشار إلى أفراد الميليشيات على أنهم أعضاء بالجيش الشعبي لتحرير السودان وهو جيش الجنوب على الرغم من أن جوبا تقول إنهم لم يعودوا جزءا من جيشها ولا تستطيع أن تطلب منهم الانسحاب جنوبا لأنهم شماليون.